top of page
Search
Writer's pictureGBA Team

Gaucher's Disease | داء غوشيه


مرض جوشير أو داء غوشر (Gaucher Disease) : يعتبر مرض جوشير أكثر شيوعًا لدى اليهود من أصول شرق ووسط أوروبا (أشكنازي) داء غوشر (Gaucher’s disease) هو مرض من أمراض الاختزان الوراثية (صبغي جسدي مُنتحٍّ - Autosomal recessive) ينشأ نتيجة لخلل في عمل الإنزيم في الجسيم اليحلولي (Lysosmal enzyme) المسمى غلوكوسيريبروزيد (glucocerebrosidase) والذي يسبب تراكم مادة الغلوكوسيريبروزيد في الخلايا الوحيدة البلاعم (monocyte - macrophage). وتبعًا لذلك، فإن الأعضاء الأساسية التي تصاب بالضرر هي: الطحال، الكبد والنخاع العظمي

ويشكل مرض جوشير أكثر مرض في مجموعة الأمراض التي تدعى الأمراض الناتجة عن سوء التخزين في الأجسام الحالة بالخلية . والذي ينتج عنه زيادة في الشحومات أو المواد السكرية في الأجسام الحالة بالخلية (لايزوسومز) . وفي عام 1924 استطاع طبيب ألماني عزل مواد شحمية من طحال المرضى المصابين بهذا المرض .

وبعد عشر سنوات استطاع طبيب فرنسي التعرف على هذه المواد الشحمية على انها (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) والتي وجدت في جدار الكريات الحمراء والبيضاء .

بيّن الدكتور(روسكو برادي) ومجموعته في المؤسسة الطبية الوطنية الأمريكية في عام 1965 أن تراكم (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) ناتج عن قصور في توفر الخميرة (جلوكوسيريبروسيديسglucocerebrosidase) وهذا مما أدى إلى اكتشاف العلاج الوحيد المتوفر في الوقت الحاضر للتعامل مع هذه الخلايا، وهذه الطريقة العلاجية تسمى العلاج بتوفير الخمائر المفقودة (enzyme replacement therapy –ERT) والتي تؤدي إلى الإقلال من الأعراض الصعبة في مرض جوشير .

*خلية جوشير

يحتوي الجسم على خلايا تدعى الخلايا البلعمية الكبرى والتي تجزئ وتكسر الجزيئات الخلوية حتى يمكن إعادة استعمالها ، وإعادة الاستعمال هذه (recycling) تحدث في داخل الخلية في حجرات تسمى محلات الشحوم (lysosomes) وخميرة (جلوكوسيريبروسيديس glucocerebrosidase) تتواجد في هذه الحجرات وهي المسؤولة عن تحلل (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) إلى سكر الجلوكوز وشحوم سيراميد (ceramide) .

ومرضى جوشير المصابون بقصور في فعالية هذه الخميرة لا يمكنهم القيام بهذا التحلل ولهذا فإن مواد (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) تبقى في داخل الحجرات الحالة للشحوم (lysosomes) والتي بسبب تراكمها تكبر الخلايا البلعمية منعها من القيام بعملها الطبيعي .

إن هذه الخلية البلعمية الكبرى المتضخمة والتي تحتوي على كميات كبيرة من (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) هي ما يسمى خلايا جوشير .

*الأعراض :

*قد يتأخر نمو الأطفال غير المعالجين مقارنة بأقرانهم وقد يتأخر بلوغ الفتيات حتى سن العشرين .

*قد تظهر بعض البقع الصفراء/البنية على الجلد أو تظهر بقع مسطحة ومدورة أرجوانية اللون حول العينين .

*بسبب الضغط الناتج عن كبر الطحال والكبد على المعدة فإن المريض يكتفي بالبسيط من الطعام ويفقد شهيته .

كيفية الإصابة بالمرض :

من المعروف أن الخلية الإنسانية تحتوي على 23 زوج من الصبغيات (chromosomes) وكل صبغي يحتوي على الآف المورثات (genes) . إن الجينات المسؤولة عن صنع خميرة (جلوكوسيريبروسيديس glucocerebrosidase) تنتقل من الأبوين إلى الطفل، علمًا بأن هذا الجين ليس له علاقة بتعيين الجنس .

ولهذا كان النمط الوراثي هو وراثة النمط المتنحي والذي يعني أن الشخص يحتاج إلى مورثين متنحيين كل منهما من أحد الأبوين .

والشخص الذي يحمل مورثًا مريضًا واحدًا يعتبر حاملًا للمرض ولا يصاب به حيث أن المورث الآخر الطبيعي المتواجد من أحد الأبوين يعد كافيًا لعدم تراكم (جلوكوسيريبروسايد glucocerebroside) في الخلية.

يولد الطفل المصاب بمرض جوشير إما من الأبوين حاملين للمرض بنسبة 25% أو من أبوين مصابين بالمرض بنسبة 100% أو أن يكون أحد الأبوين مصاب ومتزوجًا من آخر (غير مصاب و يحمل المرض) بنسبة 50%

*ما تأثير المرض على الجسم

إن العلامات والأعراض السريرية في مرض جوشير ناتجة عن تراكم خلايا جوشير في الجسم والتي أكثر ما تتواجد في الطحال والكبد ونقي العظام ، ويمكن أن تتراكم هذه الخلايا أيضًا في الجهاز اللمفاوي والرئتين والجلد والعين والكلية والقلب والجهاز العصبي .

*الطحال :

إن تراكم خلايا جوشير في الطحال يسبب التضخم والزيادة في نشاط الطحال، يمكن أن يزيد حجم الطحال 25 مرة مما يؤدي إلى انتباج البطن حيث يبدو بطن المصاب شبيها ببطن السيدة الحامل .

وعندما يزداد نشاط الطحال تصبح نسبة تكسير الكريات الحمراء أكثر من نسبة تصنيعها مما يؤدي إلى ما يعرف بفقر الدم ، وإن نقص الكريات الحمراء يؤدي إلى نقص في الأكسجين المحمول إلى الجسم وهذا بدوره يؤدي إلى الوهن والتعب، ولهذا فإن مرضى جوشير المصابين بتضخم الطحال يعانون من تدني مستوى الطاقة عندهم ومن ضعف في همتهم .

وكذلك فإن العمل المفرط للطحال يؤدي إلى نقص في الصفيحات الدموية (thrombocytopenia) والتي من شأنها أن تزيد مدة النزف الناتج عن عدم القدرة على تكوين الجلطة الدموية مما يؤدي إلى ازدياد في امكانية النزف وتكون الكدمات، ولهذا يعاني بعض المصابين من نزف الأنف الشديد ونزيف اللثة وكذلك فإن النزيف المصاحب للعادة الشهرية عند النساء قد يكون شديدًا وطويل المدة .

بالإضافة إلى ذلك فإن ازدياد نشاط الطحال قد يؤدي إلى نقص في عدد الكريات البيضاء وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الجسم في مقاومة الأمراض الفيروسية والجرثومية فيسهل إصابة المريض بالأمراض الإنتانية المتعددة .

وقد عولج في السابق الكثير من مرضى جوشير باستئصال الطحال الجراحي، والذي أدى إلى ازدياد كبير في عدد خلايا جوشير في الكبد، ولكن هذا الإجراء قد توقف بعد توفر العلاج بتوفير الخمائر المفقودة (enzyme replacement therapy –ERT) .

*الكبد :

يكبر حجم الكبد بصورة واضحة بسبب تراكم خلايا جوشير فيه مما يؤدي إلى إصابته بالتشمع وأنماط أخرى من قصور الكبد ، ويمكن للمرضى أن يكونوا معرضين لتكوين حصيات في المرارة .

*العظام :

يشكو الكثيرين من مرضى جوشير من أعراض عظمية والتي عند ازديادها تكون أكثر الأعراض أضعافًا وألمًا .

إن تراكم خلايا جوشير يمكنه أن يُتلف العظام بعدة طرق فيمكن لهذه الخلايا أن تقلل من الجريان الدموي مما يؤدي إلى تنخر العظام غير الجرثومي مؤديًا إلى مشاكل حركية دائمة . وكذلك فإن تراكم خلايا جوشير في نقي العظام يؤدي إلى نقص في كتلة العظام (osteopenia) وكذلك فإن المعادن المشكلة للعظم من كلس وفسفور والتي تعمل معًا للمحافظة على قوة العظام وشكله، تتأثر سوءًا بهذه الخلايا وبالنتيجة فإن العظام تصبح أكثر عرضة للالتهاب وتكون رقيقة وضعيفة مما يجعل إصابتها بالكسور أمرًا سهلًا .

ويمكن للعظام المتأثرة بخلايا جوشير أن تصاب بالتسطح و التصلب كما هو في عظم الفخذ فيصبح رأس الفخذ مسطحًا .

*الهجمات العظمية

وهذه تحدث نتيجة قصور الأكسجين المفاجىء بسبب تدخل خلايا جوشير في التروية الدموية للعظام وينتج عن هذه الهجمات المستمرة لساعات أو أيام ويكون ذلك نتيجة للتغلغل داخل العظم وحوله .

علاج مرض جوشير :

لا يوجد علاج مُحدد لمرض جوشير، إلا أنه توجد مجموعة من العلاجات التي تُساعد في السيطرة على الأعراض المُصاحبة له وتحسين نوعية حياة المُصاب، حتى أن بعض الأشخاص المُصابين تكون الأعراض لديهم خفيفةً ولا تحتاج إلى علاج. ويجب مراقبة تطور المرض ومضاعفاته حتى مع العلاج، وتتضمن العلاجات المتبعة لهذه الحالة العلاجات الدوائية أو العمليات جراحية. ويمكن توضيح ذلك كما يأتي: العلاجات الدوائية: من العلاجات الدوائية المستخدمة لمرض جوشير ما يأتي: أدوية بدائل الإنزيم، وذلك باستبدال الإنزيم الناقص على شكل دواء مُصنع، ويتم إعطاء الإنزيمات البديلة في العيادات وريديًا، وعادةً بجرعات عالية على فترات لمدة أسبوعين، ومن الممكن عدم نجاح هذه الطريقة بسبب تحسس المُصاب من علاج الإنزيم أدوية هشاشة العظام، إذ تُساهم هذه الأدوية في إعادة بناء العظام المتأثرة بالمرض الذي أدى إلى ضعفها. الجراحة والعمليات الأخرى: يُلجأ إليها في حال فشلت العلاجات بالأدوية، ومنها : زراعة نخاع العظم، إذ تتم إزالة واستبدال الخلايا المكونة للدم والتي تضررت بسبب مرض جوشير. إزالة الطحال، كانت هذه العملية شائعةً قبل العلاج البديل للإنزيم، أما حاليًا فهي من الإجراءات الأخيرة. عمليات نقل الدم في حالة الأنيميا المُصاحبة للمرض، عملية استبدال المفصل، وذلك لتحسين حركة المُصاب.

إعداد: ربيع عوض تدقيق علمي: عمار أبو غزالة تدقيق لغوي: رؤى سالم

المراجع:

133 views0 comments

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page