مرض باركنسون او ما يعرف بالشلل الرعاشي هو مرض يعتبر من الأمراض العصبية التنكسية، يتسبب في بطء حركة العضلات وكذلك الاهتزاز في اليدين، وهو ينطوي علي استنفاذ تدريجي للخلايا العصبية الدوبامينية في المادة السّوداء للدماغ، وعلى الرّغم من أنه لم يتم معرفة أسباب حدوث هذا المرض حتى الآن، إلا انه يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في 10-15 % من مجمل الحالات.
الأعراض :
نلاحظ في المراحل المبكرة من المرض بأن المريض يدخل في نوم يندرج تحت نوم حركة العين السّريعة مع فقدان جزئي أو كلي في حاسة الشم بالإضافة لوجود آلام عضلية في منطقة الأكتاف والذراعين.
كما نرى اضطرابات حركية تحدث أثناء فترة الراحة أو أثناء القيام بمهام معينة، وهي تتراوح بين الرّعاش وبطء في الحركة قد تصل إلى حد الصلابة، هذه الاضطرابات رُجح أنها تحدث نتيجة التنكّس التدريجي للخلايا العصبية الدوبامينية في المادة السّوداء وانتقال متقطع له إلى منطقةِ المهاد والقشرة المخية، بالإضافة لوجود فائض من الأستيل كولين في النواة القاعديّة والذي يؤدي إلى حدوث اضطرابات تشنجية تعيق حدوث الحركات الإرادية.
في المراحل المتأخرة يحدث تطوّر في هذه الأعراض فنلاحظ ميل المريض نحو الأمام مع انحناء في الظهر أثناء السير، وقد يتعرض لتيبس مفاجئ أثناء ذلك وهذا ما يعرّضه لخطر السقوط أرضًا.
تظهر أيضًا علامات الاكتئاب ويصبح المريض أكثر حساسية تجاه الأمور التي تعتبر هامة بالنسبة له، أما بالنسبة للاكتئاب فهو يحدث نتيجة استنفاذ كل من السيروتونين والنورأدرينالين في خلايا عصبية متواجدة بالقرب من جزع الدماغ والتي تدعى "nuclei Raphe "، بالإضافة لذلك نلاحظ قلة في عدد رمشات العين مع خلو التعابير من وجه المريض.
من العلامات التي تُلاحظ أيضًا صعوبة في النطق وتلعثم في الكلام مع قدرة ضعيفة على الإدراك والتذكر، ونلاحظ أن خط المريض أثناء الكتابة يتراجع تدريجيًا نحو الأسوء مع مرور الزمن وهذه الأخيرة تعتبر من المؤشرات الهامة في تقييم تطوّر المرض من قبل الطبيب.
العوامل المؤهّبة لحدوث المرض : إلى جانب العوامل الوراثية يوجد مجموعة عوامل تتعلق في نمط الحياة للشخص المصاب، فوُجِد أن التعرض للمنغنيز وتناول كميات كبيرة من الحديد في الوارد الغذائي والسمنة والتعرض لرضوض دماغية مسبقة، جميعها عوامل تؤهب حدوث هذا المرض مع مرور الزمن.
المعالجة : حتى اليوم لايوجد علاج جذري لداء باركنسون، وإنما يتم في الغالب معالجة الأعراض والحد منها، لكن بشكل اساسي تعتمد المعالجة على إعطاء مركب "levodopa" بالمشاركة مع "carpidopa"وهو يعتبر الخطّ العلاجي الأول خاصّة لدى المرضى الذين أتمّوا 65 عامًا فمافوق.
يفضل تناول هذا المركب قبل الوجبة على الأقل بنصف ساعة وذلك بسبب حدوث تنافس في عملية الامتصاص بين المركب الدوائي والحموض الأمينية الموجودة في الوجبات، مما يعيق عملية ارتباط الليفودوبا من الارتباط مع البروتينات التي تساعده على عبور الحاجز الدماغي الدموي .
بالإضافة إلى ذلك يتم إعطاء بعض الأدوية الأخرى والتي تكون مرافقة ل " levodopa " مثل مثبطات الكولين و "carpidopa" لتخفيف "donepezil" : الاضرابات العقلية كالذّاكرة والتعلم والتلعثم في الكلام.
هناك نوع آخر من المعالجة يدعى بالتَحريض العميق للدماغ "stimulation brain Deep" يوصى به في المقام الأول للمرضى الذين يعانون من DBS : أي أعراض حركية شديدة وأيضًا للذين يستجيبون لعلاج ليفودوبا ولكن رغم ذلك لا تعطي نتائج مرضية.
إعداد: الياس كره بيت تدقيق علمي : ندى أبو رحمة تدقيق لغوي : فرح عيد
Comments